الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد القصرين: عاصمة "سلطان الغلة" تستعد لإحتضان الدورة التأسيسية للمهرجان الدولي للتين الشوكي

نشر في  20 أوت 2019  (12:45)

 تستعد ولاية القصرين لإحتضان فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الدولي للتين الشوكي وذلك يوم الخميس 22 أوت بمنطقة الإنتاج "زلفان" بمعتمدية تالة التي تحتوي على مساحة تناهز ال 30 ألف هكتار من هذه الثمرة.

وتأتي الدورة التأسيسية للمهرجان لمزيد تثمين هذا المنتوج الواعد، الذي تناهز مساحته الجملية بمنطقة إنتاجه الأساسية القصرين، 100 ألف هكتار من جملة 600 ألف هكتار على المستوى الوطني، وتحتل فيه الجهة المرتبة الأولى وطنيا، وتونس المرتبة الثانية عالميا، بعد المكسيك من حيث المساحة، كما تهدف إلى التسويق لمنتوجاته ومستخلصاته المتعددة، الطبية والتجميلية، فضلا عن مكملاته الغذائية مثل العصائر والرُّب والمربى والحلويات.

وذكر رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي (المشرفة على تنظيم المهرجان) محمد رشدي بناني في تصريح ل(وات) أن برنامج هذه التظاهرة يتميز بالثراء والتنوع رغم إقتصاره على يوم واحد لأسباب مادية عوضا عن ثلاثة أيام كما كان مبرمجا.

واوضح بناني أنه يتضمن زيارات ميدانية لعدد من مجامع التنمية وللمؤسسات المنتجة لزيت بذور التين الشوكي ومشتقاته وأخرى مصدرة لزيت هذه الثمرة ولمنتوجات أخرى طبية وتجميلية، مع معرض لمستخلصاته، وعروض تنشيطية وترفيهية منها عرض فروسية (المداوري) وعرض فولكلوري وفقرة تنشيطية من تقديم المركز الفني للفلاحة البيولوجية حول تقنيات الإنتاج البيولوجي ومخاطر إستعمال الأدوية والمواد الكميائية، إضافة إلى مسابقات في الرّماية بالإشتراك مع الجمعية الجهوية للصيادين، ولقاء مع المتدخلين في القطاع من عمال وفلاحين وصناعين لتقديم مقترحاتهم الرامية إلى مزيد تطوير القطاع والنهوض به.

وبين في السياق ذاته أن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية والتعاونية السويسرية، هما شريكان فاعلان في هذا المهرجان الدولي من حيث التمويل، إلى جانب المجلس الجهوي لولاية القصرين، واضاف أن ممثلين عن الهياكل المذكورة إلى جانب مستثمرين في القطاع من تونس وخارجها سيواكبون فعاليات هذه التظاهرة.

ومن جانبه، بيّن الخبير لدى منظمة الأمم المتحدة للتنمية التشاركية وسلاسل القيمة بالقصرين بوبكر الرّداوي أن التفكير في إحداث مهرجان لثمرة "التين الشوكي" أو كما يطلق عليه "سلطان الغلة" جاء بهدف مزيد تحفيز صغار الفلاحين على الإقبال على غراسة هذه الثمرة المميزة ودعم حاملي أفكار المشاريع بالجهة وخلق فرص إستثمار جديدة بها في هذا القطاع الواعد، إلى جانب التعريف بفوائده الغذائية والبيئية والصحية وبإستعمالاته الطبية والتجميلية وبأصنافه المتعددة منها "البلانكا" (الهندي الأبيض) و"التجالا " (الهندي الأصفر ) و" لاروسا" (الهندي البنفسجي) وهي تسميات ذات أصل إيطالي.

ولفت الرّداوي ، إلى أن قطاع "التين الشوكي" شهد منذ سنة 2014 تطورا بجهة القصرين وذلك بفضل مشروع تعزيز نفاذ المنتوجات المحلية للأسواق الذي تشرف على تنفيذه بتونس منظمة الأمم المتحدة في التنمية التشاركية وسلاسل القيمة، من خلال المساهمة في تنظيم مجموعة من منتجي التين الشوكي صلب هياكل مهنية وتكوين مجامع تنمية فلاحية وشركات تعاونية مختصة في تسويقه، فضلا عن تكوين وتأهيل المنتجين المنتمين لهذه الهياكل والمجامع وإكسابهم الخبرة الضرورية للتدخل بأساليب تقنية وزراعية جديدة ومتطورة مع تكوين الباعثين الشبان في مجال التحويل الصناعي للتين الشوكي البيولوجي وتقنيات البيع والنفاذ إلى الأسواق.

وذكر أن هذا التطور جعل عدد المؤسسات التحويلية يرتفع بكامل البلاد التونسية من 5 مؤسسات فقط قبل سنة 2014 إلى 34 مؤسسة منها 7 مؤسسات بجهة القصرين إلى جانب مجامع التنمية، مما مكن من خلق مواطن شغل جديدة فاقت ال250 موطن شغل بكافة المؤسسات المحدثة على المستويين الوطني والجهوي بين موسمية وقارة دون إعتبار اليد العاملة غير المباشرة.

وبخصوص الإشكاليات المطروحة في هذا القطاع، بين المصدر نفسه أنها متعلقة بتعويل أغلب منتجي "التين الشوكي" بالجهة على الأمطار وتسيير القطاع بصفة بعلية دون التوجه نحو تقنية الرّي التكميلي التي من شأنها تحسين جودة الثمار والزيادة في الإنتاجية والمردودية، إلى جانب إنعدام شبكة التيار الكهربائي ثلاثي الأطوار بمنطقة الإنتاج " زلفان" مما تسبب في الحدّ من فرص الإستثمار بالجهة.

المصدر: وات